برنامج الأمم المتحدة للبيئة
01 Feb 2018 Story Climate Action

الحفاظ على الأراضي الرطبة في إيران والعراق

 

هناك وعي متزايد في جمهورية إيران الإسلامية بأن الأراضي الرطبة لها قيمة كبيرة ومستدامة لكسب العيش.

رامسار، "جوهرة شمال إيران"، هي المدينة التي تم إطلاق اسمها على اتفاقية رامسار.

اتفاقية رامسار هي معاهدة حكومية دولية توفر إطار العمل الوطني والتعاون الدولي من أجل حفظ الأراضي الرطبة ومواردها واستخدامها الرشيد. وقد دخلت حيز النفاذ منذ أكثر من 40 عاما.

وتملك جمهورية إيران الإسلامية 24 موقعا من الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية (مواقع رامسار) من أصل 2,290  موقعا في جميع أنحاء العالم. ويقع نحو 24 موقعا من مواقع إيران التي تمثل ثلث المواقع في العالم تحت ضغوط أو في حالة حرجة.

وتعتبر الأراضي الرطبة حيوية للتنوع البيولوجي. ويعيش عدد كبير من الطيور المهاجرة التي تعيش في المناطق الباردة في هذه الأراضي الرطبة أو تستخدمها أثناء هجرتها من وإلى المناطق الباردة في أفريقيا أو شبه القارة الهندية.

وتستخدم الاتفاقية تعريفا واسعا للأراضي الرطبة. ويشمل هذا التعريف جميع البحيرات والأنهار والخزانات الجوفية والمستنقعات والمراعي الرطبة والأراضي الخثية والواحات ومصبات الأنهار والدلتا ومناطق المد والجزر والمناطق الساحلية الأخرى والشعاب المرجانية وجميع المواقع المنشأة من قِبل الإنسان مثل أحواض الأسماك وحقول الأرز ، والخزانات وأحواض الملح.

وما فتئت جمهورية إيران الإسلامية تكافح من أجل منع تجفيف البحيرات والأراضي الرطبة بسبب الاستغلال الواسع للمياه من جانب المزارعين لأغراض الري، وتنامي الاستخراج للاستخدامات غير الزراعية، وتغير المناخ. وتزداد حدة تواتر وشدة العواصف الترابية (في إيران وفي جميع أنحاء المنطقة).وقال باربرا سلافين، مدير مبادرة مستقبل إيران في مجلس المحيط الأطلسي، إن الحالة السيئة تفاقمت بسبب 14 عاما من الجفاف.

وقد تم تحديد العواصف الرملية والترابية، والحراسة المسبقة للتصحر، باعتبارها واحدة من "القضايا الناشئة ذات الاهتمام البيئي" في تقرير الحدود الأخير الذي أصدرته الأمم المتحدة للبيئة.

وأضاف التقرير أن "الأسباب البشرية الناجمة عن العواصف الرملية والترابية تشمل إزالة الغابات والممارسات الزراعية غير المستدامة فضلا عن الاستخراج المفرط للمياه وتعديل المسطحات المائية لأغراض الري وغيرها من الأغراض".

وعلى المدى الطويل، فإن الإدارة المستدامة للأراضي والمياه، التي تتكامل مع التدابير التي تعالج التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، يمكن أن تحسن الوضع.

وتحاول ايران التعامل مع هذه المشكلة. وينص الهدف 18 من خطة العمل الاستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي، على ما يلي: "بحلول عام 2030، يتم تعزيز الحفظ والاستخدام الرشيد للأراضي الرطبة وتحسين الوضع لما لا يقل عن 50 في المائة من الأراضي الرطبة المتدهورة".

بحيرة أورميا

بحيرة أورميا، موقع رامسار ومنطقة محمية في المحيط الحيوي لليونسكو، هي بحيرة شديدة الملوحة ويجد بها العديد من الجزر، وتحيط بها المستنقعات المالحة واسعة النطاق، والتي تقع في شمال شرق إيران. وتتغذى البحيرة من الأمطار والينابيع والجداول، وتخضع للتغيرات الموسمية في مستوى الملوحة. وتعتبر الأهوار المالحة منطقة انطلاق هامة للطيور المائية المهاجرة.

ويعيش نحو 6.4 مليون شخص و 200 نوع من الطيور في حوض أورميا.

ويدعم النظام البيئي للبحيرة التنوع البيولوجي ويوفر فوائد مثل الاستجمام والصحة النفسية، فضلا عن المياه للزراعة والصناعة. وإذا ما جفت البحيرة تماما، فقد تسبب العواصف الترابية والكوارث.

وأظهرت دراسة أجريت في الفترة ما بين 2002-2011 في الحوض الشرقي الشرقي لبحيرة أورميا أن الأنشطة الزراعية، والتوسع في الأراضي الزراعية، والزيادة السكانية خلال العقود الثلاثة الماضية أدت إلى الإفراط في استغلال الموارد، مما تسبب في تدهور الأراضي. وفي شهر أغسطس 2011، كانت مساحتها السطحية 2,366 كيلومترا مربعا فقط، وفقا لما أفادت به الأمم المتحدة للبيئة. كما انخفضت إلى 700 كم 2 في عام 2013. وتشير بيانات الأقمار الصناعية لوكالة ناسا إلى أن البحيرة فقدت نحو 70 في المائة من مساحتها السطحية بين عامي 2002 و 2016.

وتعمل جمهورية إيران الإسلامية مع الشركاء الإنمائيين والمجتمعات المحلية لتحسين الحالة. وقد ساعدت الأعمال الهندسية في إزالة حفرة الأنهار المغذية وإزالة الطمي المتراسب فيها، كما تم الإطلاق المتعمد للمياه من السدود في التلال المحيطة. وفي سبتمبر 2016، أطلقت حكومة إيران ومنظمة الأغذية والزراعة مشروعا للإدارة المستدامة للبحيرة تراوحت مدته أربع سنوات.

صور التقطت بالأقمار الصناعية للبحيرة

Lake Urmia

وتشير المؤشرات الأخيرة إلى أن البحيرة تتعافى. وتبلغ مساحة سطح البحيرة الآن 2,000 كيلومتر مربع (برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، 2017). ويركز موجز الاستبصار الذي أصدرته الأمم المتحدة للبيئة في نوفمبر 2017 على مدى هذا التعافي والتدابير التي يجري اتخاذها لضمان استمرار ذلك.

هور الحويزة

في العراق المجاورة، تم اعلان هور الحويزة، الذي يمتد عبر الحدود إلى إيران حيث يعرف باسم هور العظيم، كأول موقع رامسار في البلاد في عام 2007. ويوجد ما يقرب من 20-25 في المائة من هذه الأراضي الرطبة في جمهورية إيران الإسلامية.

كجزء من مجمع أهوار بلاد ما بين النهرين التي تتغذي على مياه نهري دجلة والفرات، تعاني المنطقة بأكملها من بناء أنظمة التحكم في المياه في المنبع، وزيادة استخدام المياه للزراعة، فضلا عن انخفاض هطول الأمطار. ونتيجة لذلك، وضعت هور الحويزة على سجل رامسار للأراضي الرطبة المهددة التي تتطلب اهتماما على سبيل الأولوية.

و طلبت حكومة العراق في منتصف عام 2017، من أمانة رامسار تنظيم بعثة إرشادية إلى الأهوار لتحديد سبل التعاون في المستقبل بين العراق وإيران كخطوة أولى نحو الحفاظ على المدى الطويل والتنمية المستدامة للأهوار، بما في ذلك إيجاد سبل للحد من حدوث العواصف الرملية والترابية.

واشتملت البعثة التي جرت في الفترة من 16 إلى 23 ديسمبر 2017 على مشاركة مسؤولين من العراق وإيران في ورش عمل وإجراء زيارات ميدانية على جانبي الحدود لفهم الحالة على نحو أفضل. وتقوم الأمم المتحدة للبيئة، بالتعاون مع أمانة رامسار، بالمساعدة في دعم عملية الحوار التي تشمل أيضا المشاورات مع المجتمعات المحلية ومشاركة وكالات الأمم المتحدة. .

وتشمل مجالات التعاون المستقبلي المتفق عليه إجراء المسوح الميدانية لحصر و رصد  الطيور المائية، وإنشاء منبر لتبادل المعلومات التقنية والعلمية عن بيئة الأهوار، وأحداث الاحتفالات المشتركة في الأراضي الرطبة والمياه. في خطوة سريعة وإيجابية للمضي قدما، انضم فريق من خبراء عراقيين في مجال الطيور إلى ماسحين إيرانيين في إجراء إحصاء لتعداد طيور الماء الشتوي في الجانب الإيراني من الأهوار من 23-26 يناير 2018. وبالمثل، يخطط الخبراء الإيرانيون  التعاون و الشاركة في إحصاء عدد طيور الماء في العراق في أوائل فبراير 2018.

"الأراضي الرطبة من أجل مستقبل حضري مستدام" هو موضوع اليوم العالمي للأراضي الرطبة في 2 فبراير 2018.

موارد إضافية

مستقبل الأراضي الرطبة http://web.unep.org/stories/story/future-wetlands

التأثير المحدود للفيضانات والجفاف والأعاصير على الأراضي الرطبة

http://web.unep.org/stories/story/wetlands-limit-impact-floods-drought-cyclones

 تعقد اتفاقية رامسار اجتماعها الثالث عشر لمؤتمر الأطراف في الفترة ما بين 21-29 أكتوبر 2018

لمزيد من المعلومات: Makiko Yashiro or Subrata Sinha uneproap@un.org