Pixabay
07 Feb 2023 Press release المواد الكيميائية والنفايات

على العالم خفض التلوث لتقليل التعرض للجراثيم المستعصية

  • قد يحدث ما يصل إلى 10 ملايين حالة وفاة سنوياً بحلول عام 2050 بسبب مقاومة مضادات الميكروبات، وهو رقم يماثل معدل الوفيات العالمية الناجمة عن الإصابة بمرض السرطان في عام 2020.
  • يساهم التلوث الناجم عن القطاعات الرئيسية للاقتصاد في تطور مقاومة مضادات الميكروبات وانتقالها وانتشارها.
  • يمكن أن تؤدي الخسائر الاقتصادية الناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي بما لا يقل عن 3،4 تريليون دولار أمريكي سنوياً بحلول عام 2030، مما يدفع 24 مليون شخص إلى الوقوع في براثن الفقر المدقع.

نيروبي، 7 شباط/فبراير 2023 - يعد الحد من التلوث الناجم عن قطاعات الأدوية والزراعة والرعاية الصحية أمراً ضرورياً للحد من ظهور الجراثيم المستعصية وانتقالها وانتشارها – وهي سلالات من البكتيريا التي تصبح أقل استجابةً لكل مضاد حيوي معروف - وغيرها من حالات مقاومة مضادات الميكروبات المعروفة باسم AMR. جاءت هذه السطور السابقة في الرسالة الرئيسية لتقرير صدر اليوم عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة حول الأبعاد البيئية لمقاومة مضادات الميكروبات، التي تلحق بالفعل أضراراً جسيمة بصحة البشر والحيوانات والنباتات، فضلاً عن الإضرار بالاقتصاد.

تم إصدار التقرير المعنون: التأهب لمكافحة الجراثيم المستعصية: تعزيز العمل البيئي في الاستجابة ’’ لنهج الصحة الواحدة‘‘ لمقاومة مضادات الميكروبات في الاجتماع السادس لمجموعة القيادة العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، الذي عقد في بربادوس. ويدعو التقرير إلى الاستجابة المتعددة القطاعات ’’لنهج الصحة الواحدة‘‘. ويتماشى هذا مع عمل تحالف المنظمات الأربع، بما في ذلك برنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الأغذية والزراعة، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان.

وقالت ميا موتلي رئيسة الوزراء ورئيسة مجموعة القيادة العالمية بشأن مقاومة مضادات الميكروبات: ’’إن الأزمة البيئية في عصرنا هي أيضاً أزمة تتعلق بحقوق الإنسان والجغرافيا السياسية – ويعد تقرير مقاومة مضادات الميكروبات الذي نشره برنامج الأمم المتحدة للبيئة اليوم هو مثال آخر على عدم المساواة، من حيث تأثير أزمة مقاومة مضادات الميكروبات بشكل غير متناسب على البلدان الواقعة في جنوب الكرة الأرضية. وأضافت ’’علينا أن نواصل التركيز على تغيير مسار هذه الأزمة من خلال إذكاء الوعي وإدراج هذه المسألة ذات الأهمية العالمية في جدول أعمال دول العالم.‘‘

إن تطور مقاومة مضادات الميكروبات وانتشارها يعني أن مضادات الميكروبات المستخدمة للوقاية من العدوى لدى البشر والحيوانات والنباتات وعلاجها قد تصبح غير فعالة، حيث لم يعد بمقدور الطب الحديث علاج حتى الالتهابات الخفيفة.

وأدرجت منظمة الصحة العالمية مقاومة مضادات الميكروبات ضمن أكبر 10 تهديدات عالمية للصحة، وتشير التقديرات إلى أنه في عام 2019، تُعزى 1،27 مليون حالة وفاة بشكل مباشر إلى العدوى المقاومة للأدوية على مستوى العالم، وارتباط 4،95 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم بالمقاومة البكتيرية لمضادات الميكروبات (بما في ذلك تلك التي تُعزى مباشرة إلى مقاومة مضادات الميكروبات).

ومن المتوقع أن تتسبب مقاومة مضادات الميكروبات في حدوث 10 ملايين حالة وفاة مباشرة إضافية سنوياً بحلول عام 2050. ويُماثل هذا الرقم عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض السرطان على مستوى العالم في عام 2020.

ومن المتوقع أن تؤدي الخسائر الاقتصادية الناجمة عن مقاومة مضادات الميكروبات إلى انخفاض إجمالي الناتج المحلي بما لا يقل عن 3،4 تريليون دولار أمريكي سنوياً بحلول عام 2030، مما يدفع 24 مليون شخص إلى الوقوع في براثن الفقر المدقع.

وتتضمن أزمة الكوكب الثلاثية ارتفاع درجات الحرارة وأنماط الطقس الشديدة، وتغيرات استخدام الأراضي التي تغير تنوعها الميكروبي، فضلاً عن التلوث البيولوجي والكيميائي. ويساهم كل هذا في تطور مقاومة مضادات الميكروبات وانتشارها.

وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ’’إن تلوث الهواء والتربة والمجاري المائية يقوض حق الإنسان في التمتع ببيئة نظيفة وصحية. وتزيد نفس الدوافع التي تسبب تدهور البيئة من تفاقم مشكلة مقاومة مضادات الميكروبات. إن آثار مقاومة مضادات الميكروبات يمكن أن تدمر صحتنا وأنظمتنا الغذائية. وأضافت ’’إن خفض التلوث يعد شرطاً أساسياً لقرن آخر من التقدم نحو القضاء على الجوع والتمتع بصحة جيدة.‘‘

ويسلط التقرير الضوء على مجموعة شاملة من التدابير لمعالجة كل من تدهور البيئة وظهور مقاومة مضادات الميكروبات، لا سيما معالجة مصادر التلوث الرئيسية من سوء الصرف الصحي ومياه المجاري ونفايات المجتمعات المحلية والنفايات البلدية.

ومن أجل العمل على منع هذه الملوثات وتقليلها، من الضروري الاضطلاع بما يلي:

  • إنشاء نُظم إدارة وتخطيط وأطر تنظيمية وقانونية قوية ومتسقة على المستوى الوطني، وإنشاء آليات للتنسيق والتعاون
  • زيادة الجهود العالمية لتحسين الإدارة المتكاملة للمياه وتعزيز المياه والصرف الصحي والنظافة للحد من ظهور وانتشار مقاومة مضادات الميكروبات في البيئة وكذلك للحد من العدوى والحاجة إلى مضادات الميكروبات
  • زيادة دمج الاعتبارات البيئية في خطط العمل الوطنية لمقاومة مضادات الميكروبات، ومقاومة مضادات الميكروبات في الخطط المتعلقة بالبيئة مثل البرامج الوطنية للتلوث بالمواد الكيميائية وإدارة النفايات، والتنوع البيولوجي الوطني والتخطيط المعني بتغير المناخ
  • وضع معايير دولية لما يشكل مؤشراً ميكروبيولوجياً جيداً لمقاومة مضادات الميكروبات من العينات البيئية، والتي يمكن استخدامها لتوجيه قرارات الحد من المخاطر وإنشاء حوافز فعالة لاتباع هذه التوجيهات
  • استكشاف خيارات لإعادة توجيه الاستثمارات، لوضع خطط وتقديم حوافز مالية جديدة ومبتكرة، وتقديم مسوغات مقنعة للاستثمار لضمان التمويل المستدام، بما في ذلك تخصيص الموارد المحلية الكافية لمعالجة مقاومة مضادات الميكروبات.
  • الرصد والمراقبة البيئية وتحديد مزيد من أولويات البحث لتوفير المزيد من البيانات والأدلة والتدخلات المستهدفة بشكل أفضل.

وتتطلب مقاومة مضادات الميكروبات استجابة لنهج الصحة الواحدة تُقر بأن صحة الناس والحيوانات والنباتات والبيئة مرتبطة ارتباطًا وثيقًا. ويُنظر إلى الوقاية على أنها جوهر الإجراء اللازم لوقف ظهور مقاومة مضادات الميكروبات، كما يُنظر إلى البيئة على أنها جزء أساسي من الحل. ومن شأن التعزيز الشامل والمنسق للعمل البيئي في الاستجابة ’’لنهج الصحة الواحدة‘‘ لمقاومة مضادات الميكروبات أن يقلل من مخاطر وعبء مقاومة مضادات الميكروبات على البشر والطبيعة، فضلاً عن المساعدة في معالجة أزمة الكوكب الثلاثية.

نبذة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة

يعد برنامج الأمم المتحدة للبيئة بمثابة السلطة البيئية الرائدة في منظومة الأمم المتحدة. ويستخدم برنامج الأمم المتحدة للبيئة خبرته لتعزيز المعايير والممارسات البيئية مع تقديم المساعدة لتنفيذ الالتزامات البيئية على المستويات القطرية والإقليمية والعالمية.

لمزيد من المعلومات يرجى الاتصال بالتالي:

وحدة الأخبار والإعلام، برنامج الأمم المتحدة للبيئة