برنامج الأمم المتحدة للبيئة
05 Nov 2018 Story المدن

المحاربون المراعون للبيئة في ديربان يحولون القمامة إلى كنز

قد تبدو حمولة نقل شاحنات القمامة وسماع أصوات الطيور في مكب مترامي الاطراف في ضواحي دربان، بجنوب أفريقيا، وكأنها بعض الأماكن غير المحتملة لمشروع ناجح على نطاق واسع للطاقة المتجددة.

ومع ذلك، فإن توليد الطاقة المتجددة من خلال مدافن النفايات في بلدية إيثيويني في ديربان هو مصدر إلهام لمجموعة من البلدان في جميع أنحاء العالم للقيام بمشاريع مماثلة لتحويل غاز الميثان المنبعث من مقالب القمامة إلى كهرباء.

ووفقاً لوكالة حماية البيئة الأمريكية، فإن الغاز المنبعث من مقالب القمامة هو ناتج ثانوي طبيعي لتحلل المواد العضوية في مدافن النفايات. وهو يتألف من حوالي 50 في المائة من الميثان (المكون الأساسي للغاز الطبيعي)، و50 في المائة من ثاني أكسيد الكربون وكمية صغيرة من المركبات العضوية من غير الميثان. كما يعد الميثان من غازات الاحتباس الحراري وهو أكثر فعالية من ثاني أكسيد الكربون بنسبة 28 إلى 36 مرة في التسبب في احتباس الحرارة في الغلاف الجوي.

مشروع "مكب النفايات إلى كهرباء ديربان" الذي بدأ في عام 2004 بتمويل من البنك الدولي. وينطوي على استخراج الميثان من مدافن النفايات في بلدية إيثيويني واستخدامه في تشغيل المولدات التي تنتج الكهرباء للشبكة المحلية. وتقلل هذه العملية من تأثير الغاز على المناخ وتوفر مصدر طاقة أنظف.

ويتم بيع الكهرباء الناتجة من غاز الميثان المنبعث من مقالب القمامة إلى قسم الكهرباء في بلدية إيثيويني. ويوفر المشروع للبلدية حوالي ثلاثة ميغاواط من الكهرباء.

ويقول كيث ألفيرسون، مدير المركز الدولي للتكنولوجيا البيئية للأمم المتحدة للبيئة "في كل عام، يتم جمع ما يقدر بـ 11.2 مليار طن من النفايات الصلبة في جميع أنحاء العالم ويسهم تسوس الجزء العضوي من النفايات الصلبة في حوالي 5 في المائة من انبعاثات غازات الدفيئة في العالم". ويضيف "يوضح مشروع دفن النفايات في ديربان بوضوح أنه إذا حذت المدن حذوها، فإنها تجني مجموعة من الفوائد بما في ذلك خفض الانبعاثات وتوليد الطاقة وخلق فرص العمل".

image
موقع مكب النفايات في ماريانهيل في مدينة ديربان، جنوب أفريقيا. تصوير: الخدمة العالمية لموقع البي بي سي

وقد حسّن المشروع جودة الهواء في المنطقة من خلال تقليل كمية الغاز المنبعث من مقالب القمامة في الغلاف الجوي وتقليص الآثار السلبية لنقل الفحم وتعدين الفحم، مثل الغبار وتصريف الألغام الحمضية. وحتى الآن، تجنبت مدافن دربان حوالي 2.5 مليون طن متري من انبعاثات مكافئ ثاني أكسيد الكربون. كما أنها استفادت من جودة الهواء المحلي من خلال الحد من انبعاثات السيليوكسانات وأكاسيد النيتروجين وأكاسيد الكبريت.

وقال جون باركين مهندس موقع مكب النفايات ماريانهيل في إيثيويني، "إن المجتمع في هذا المجال على وعي بالمشروع ويعرف ما يدور حوله. فالفائدة بالنسبة لهم، في الواقع، هي أنه يخرج غازات الدفيئة من الغلاف الجوي".  "كما أنه يزيل الرائحة الكريهة لموقع المكب في الوقت ذاته، لذا فهو أقل إثارة مما كان عليه".

image
موقع مكب النفايات ماريانهيل في ديربان، جنوب أفريقيا. هو مشروع جزء من آلية التنمية النظيفة التابعة للأمم المتحدة - مصمم لمكافأة التطورات التي تؤدي إلى انخفاض ملحوظ في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. تصوير: الخدمة العالمية لموقع البي بي سي

كما أدى مكب النفايات المحسن إلى منع الجريان السطحي من المياه الجوفية الملوثة ومنع تكاثر الحيوانات التي تحمل الأمراض مثل الجرذان وكذلك الذباب.

وتخلق المناطق الخضراء المليئة بالنباتات المحلية مناطق عازلة حول مواقع دفن النفايات وقد زرعت حوالي 700,000 شجرة. يشكل مدفن نفايات ماريانهيل على وجه الخصوص الآن ممراً طبيعياً هاماً للأنواع المهاجرة ويساهم في الحفاظ على نظام إيكولوجي محلي ويقلل من فقدان التنوع البيولوجي في المنطقة.

وعلاوة على ذلك، تلقى ما يقرب من 2000 شخص تعليمهم في مبادئ المحافظة على القمامة وإدارة النفايات.

ويقول زانديل غوميدي، عمدة بلدية إيثيويني."من خلال إدخال تغييرات على الطريقة التي نعمل بها وعن طريق الحد من بصمتنا الكربونية، فإننا نقود بالقدوة وبناء مدينة جديدة تتسم بالمرونة. من خلال توظيف وتمكين المجتمعات المجاورة، فإن المدينة لا تعمل فقط على خلق فرص العمل ولكن تطوير جيش من المحاربين المراعية للبيئة الذين سينشرون الرسالة على مستوى القواعد الشعبية".

وبصرف النظر عن الفوائد التي تعود على البيئة والأحياء المحيطة بها، فإن المشروع يولد في الواقع صافي أرباح لبلدية إيثيويني من خلال مبيعات الكهرباء ومبيعات الكربون.

ففي عام 2017، حصلت بلدية إيثيويني على جائزة فخرية للمناخ والهواء النظيف من ائتلاف المناخ والهواء النظيف لمشروع المكب الذي وصفته بأنه الأول في إفريقيا والذي لا يزال أحد أكثر الطرق نجاحًا في العالم.

كان أحد أهم الفعاليات في مشروع ديربان لمكبس النفايات إلى الكهرباء هو بلدية إيثيويني نفسها. وقد ساعدت بالفعل بتسوانا وموزامبيق وأوغندا وكينيا وموريشيوس وإيران وماليزيا في عمليات طمر النفايات ومشروعات مدافن النفايات. ويبدو أن احتمالية إلهام المشروع للبلدان الاخرى لإيجاد #جد_حلا_مختلفا، هو إلهام بلا حدود.

برنامج الأمم المتحدة للبيئة وإدارة النفايات

يشجع برنامج الأمم المتحدة للبيئة الإدارة السليمة للنفايات من خلال المركز الدولي للتكنولوجيا البيئية التابع لنا، والذي يعمل مع الحكومات في جميع أنحاء العالم لمساعدتهم على تقليل النفايات وإدارتها على نحو فعال. كما نشارك في الشراكة العالمية بشأن إدارة النفايات، التي تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي، وزيادة الوعي، وبناء الإرادة السياسية، وتطوير القدرات لتعزيز الحفاظ على الموارد وكفاءة الموارد.

يستضيف برنامج الأمم المتحدة للبيئة الأمانة المشتركة لاتفاقيات بازل وروتردام واستكهولم والاتفاقات البيئية المتعددة الأطراف التي تنظم نقل النفايات عبر الحدود، واستيراد المواد الكيميائية الخطرة، وإنتاج الملوثات العضوية الثابتة واستخدامها، على التوالي.

كما يعمل بمثابة أمانة إطار العمل العشري للبرامج المتعلقة بالاستهلاك والإنتاج المستدامين، الذي يشجع الاستدامة والحد من النفايات عبر مجموعة من القطاعات، بما في ذلك السياحة والبناء والصناعة الغذائية والمشتريات العامة.

 قبيل انعقاد جمعية الأمم المتحدة للبيئة في مارس المقبل، تحث الأمم المتحدة للبيئة الناس على تجاوز التفكير والعيش في حدود كوكبنا. انضم إلى النقاش على مواقع التواصل الاجتماعي باستخدام الهاشتاغ #جد_حلا_مختلفا لمشاركة قصصكم ورؤية ما يفعله الآخرون لضمان مستقبل مستدام لكوكبنا.