Photo: UNEP
22 Feb 2024 Story Climate Action

انعقاد جمعية الأمم المتحدة للبيئة في وقت بالغ الأهمية لحماية كوكبنا

Photo: UNEP

 

ستبدأ الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة في 26 شباط/فبراير في نيروبي، كينيا، حيث من المتوقع أن يقوم رؤساء الدول وأكثر من 5000 ممثل من الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص بمعالجة بعض التحديات البيئية الأكثر إلحاحًا على كوكب الأرض.

وجمعية الأمم المتحدة للبيئة هي أعلى هيئة في العالم لاتخاذ القرار بشأن المسائل المتعلقة بالبيئة وتضم جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 بلدا.

وستشهد دورة هذا العام، وهي السادسة منذ إطلاق الجمعية العامة في عام 2014، نظر البلدان في حوالي 19 قرارًا تهدف إلى تغطية جميع المسائل البيئية بدءًا من وقف التصحر ووصولا إلى مكافحة تلوث الهواء. وتعد هذه القرارات جزءًا من حملة أوسع نطاقا في جمعية الأمم المتحدة للبيئة لتسريع الحملة العالمية ضد الأزمة الكوكبية الثلاثية المتمثلة في تغير المناخ، وفقدان الطبيعة والتنوع البيولوجي، والتلوث والنفايات.

وقالت إنغر أندرسن، المديرة التنفيذية لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، في وقت سابق من هذا الشهر: ’’سوف تركز الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة بشكل خاص على الكيفية التي يمكن بها لتعددية الأطراف أن تساعدنا على القيام بذلك‘‘. ’’وسوف تقود الجمعية العمل الموحد والشامل والمتعدد الأطراف الذي يعالج كل جوانب الأزمة الكوكبية الثلاثية باعتبارها تحديًا واحدًا لا يتجزأ.‘‘

وتأتي الجمعية في وقت وصفته السيدة أندرسن بأنه وقت ’’حرج‘‘ بالنسبة لكوكب الأرض. حيث تتزايد وتيرة تغير المناخ، ويتجه مليون نوع من الكائنات الحية نحو الانقراض، ويظل التلوث أحد الأسباب الرئيسية المؤدية للوفاة المبكرة في العالم.

وسوف يستكشف وزراء الحكومات وقادة الأعمال والعلماء والناشطون في مجال البيئة من جميع أنحاء العالم حلولاً للأزمة الكوكبية الثلاثية خلال خمسة أيام من المحادثات، بما في ذلك إجراء مناقشات رفيعة المستوى حول التمويل والتكنولوجيا. وستقوم جمعية الأمم المتحدة للبيئة أيضًا بتخصيص يوم لتسليط الضوء على أهمية الاتفاقيات البيئية المتعددة الأطراف، وهي سلسلة من الاتفاقيات العالمية المتعلقة بالبيئة.

من المقرر أن تنعقد جمعية الأمم المتحدة للبيئة في الفترة من 26 شباط/فبراير إلى 1 آذار/مارس 2024 في العاصمة الكينية نيروبي. وإلى جانب المناقشات رفيعة المستوى التي ستُجرى حول حالة الكوكب، سيتضمن المؤتمر 33 حدثًا جانبيًا وغيرها من الأحداث ذات الصلة. وسيتم بث جميع الاجتماعات الرسمية لجمعية الأمم المتحدة للبيئة باللغات الرسمية الست للأمم المتحدة على تلفزيون الأمم المتحدة على شبكة الإنترنت. ويمكن أيضًا متابعة هذه الدورة على الموقع الإلكتروني للدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة وقنوات التواصل الاجتماعي الخاصة ببرنامج الأمم المتحدة للبيئة، بما في ذلك موقع يوتيوب وموقع إكس (تويتر سابقا) وموقع لينكد إن.

ومن المتوقع أن يناقش زعماء الحكومة 19 مشروع قرار. وتشمل هذه دعوات للدول لتحسين نوعية الهواء ومعالجة تغير المناخ والحد من التلوث بالمواد الكيميائية ومكافحة التصحر وإنهاء فقدان التنوع البيولوجي. وتعد قرارات جمعية الأمم المتحدة للبيئة غير ملزمة قانونًا ولكنها تعتبر خطوة أولى مهمة على الطريق نحو إبرام الاتفاقيات البيئية العالمية وصنع السياسات الوطنية.

ومن المتوقع أن تركز العديد من المناقشات في الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة على توضيح الكيفية التي تؤثر بها الأزمة الكوكبية الثلاثية على ترسيخ الفقر وتوسيع الفجوة بين الأغنياء والفقراء. ويخطط القادة لاستخدام الجمعية لتجديد الدعوات لإحراز تقدم نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وهي خطة عالمية لحماية الكوكب وتعزيز الرخاء. ولا يسير على المسار الصحيح من هذه الأهداف، التي يجب تحقيقها في عام 2030، سوى 15% منها. 

وقالت ليلى بنعلي، وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة في المغرب ورئيسة الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة: ’’يجب علينا إيجاد طرق عملية لتعزيز حق الإنسان في التمتع ببيئة صحية، وهو أمر بالغ الأهمية لتحقيق التنمية المستدامة‘‘. "نحن نعلم أنه عندما نحمي العالم الطبيعي، تتحسن الصحة العامة. وعندما نركز على الحلول المستدامة لأزمة المناخ، فتصبح اقتصاداتنا أقوى.

ويصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لإنساء جمعية الأمم المتحدة للبيئة. وقد لعبت الدورات الماضية دورا فعالا في تشكيل السياسات البيئية العالمية. وفي عام 2022، انتهت اجتماعات جمعية الأمم المتحدة للبيئة بموافقة الدول على بدء مفاوضات بشأن وضع صك عالمي ملزم قانونًا لإنهاء التلوث بالمواد البلاستيكية.

وكان ذلك واحدا من سلسلة من الاتفاقيات الدولية الطموحة المتعلقة بالبيئة. ففي أيلول/سبتمبر الماضي، وقعت الدول والشركات على اتفاقية تاريخية لمنع التلوث الناجم عن المواد الكيميائية والنفايات. وبعد شهرين، تعهدت البلدان للمرة الأولى، في مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ، بالانتقال بعيداً عن استخدام الوقود الأحفوري الذي يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل مفرط ويؤدي إلى تغير المناخ.

ويقول المراقبون إن الاختبار الحقيقي للدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة سيتمثل فيما إذا كان بإمكانها البناء على تلك النجاحات وتوحيد العالم من أجل إحراز تقدم حاسم في مجال تغير المناخ وفقدان الطبيعة والتلوث.

وقالت إنغر أندرسن: ’’لن تحل الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة مشاكل العالم بين عشية وضحاها‘‘. ’’ما ستضطلع به تلجمعية هو توحيد الأمم تحت راية العمل البيئي، وحفز التركيز والطاقات على الحلول الرئيسية وتوجيه عمل برنامج الأمم المتحدة للبيئة في هذه الفترة الحرجة لصالح الناس والكوكب.‘‘

ستُعقد الدورة السادسة لجمعية الأمم المتحدة للبيئة في الفترة من 26 شباط/فبراير إلى 1 آذار/مارس 2024 في مقر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في نيروبي، كينيا في إطار موضوع: اتخاذ إجراءات متعددة الأطراف فعالة وشاملة ومستدامة لمعالجة تغير المناخ وفقدان التنوع البيولوجي والتلوث. ومن خلال قراراتها ودعواتها إلى العمل، توفر الجمعية القيادة وتحفز العمل الحكومي الدولي بشأن البيئة.