برنامج الأمم المتحدة للبيئة
Credit: Samat Barataliev
07 Mar 2023 Story الجنسانية

هؤلاء النساء يستخدمن التكنولوجيا من أجل حماية كوكب الأرض

Credit: Samat Barataliev

في الصين، يستخدم هواة العلم من المواطنين تطبيقاً لرصد نوعية مياه الشرب. وفي قيرغيزستان، يتتبع المتطوعون تلوث الهواء بأجهزة استشعار متطورة. وفي الولايات المتحدة الأمريكية، تستفيد إحدى المنظمات من الخرائط الرقمية للمساعدة في إحياء المناظر الطبيعية المتدهورة.

ما هو القاسم المشترك بين هذه الجهود عالية التقنية الرامية إلى حماية الكوكب؟

تقود النساء جميع هذه الجهود، وتحديداً الحاصلات على أسمى درجات التكريم في المجال البيئي من الأمم المتحدة: جوائز أبطال الأرض أبطال الأرض الشباب.

ويحتفل اليوم الدولي للمرأة لهذا العام الذي يصادف 8 آذار/مارس، بجهود النساء والفتيات الرامية إلى إحراز تقدم في مجال التقنيات التحويلية.

وأُنشئ هذا اليوم لرفع مستوى الوعي حول الفجوة الرقمية المتزايدة في كثير من الأحيان بين الرجال والنساء. وعلى الصعيد العالمي، يقل عدد النساء اللاتي لديهن هاتف ذكي بمقدار 327 شخص مليون مقارنة بالرجال، في حين يُمثل النساء تمثيلاً ناقصًا في وظائف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والأوساط الأكاديمية، وفقاً لما أفادت به منظمة التنمية الاقتصادية.

للاحتفال باليوم الدولي للمرأة، نسلط الضوء على خمسة أبطال سابقين يقودون الاهتمام بالتكنولوجيا المستخدمة ضد بعض أكبر التهديدات البيئية على كوكب الأرض.

تساعد مولي برهانز في إعادة الطبيعة إلى نطاقها الطبيعي

عندما كانت مولي برهانز في السادسة والعشرين من عمرها، علمت أن الكنيسة الكاثوليكية كانت واحدة من أكبر ملاك الأراضي في العالم، لكنها نادرًا ما أجرت قوائم لجرد ممتلكاتها.

لذلك، أسست GoodLands لمساعدة المجتمعات الدينية على رسم خرائط ممتلكاتها وإدارتها بطريقة تعزز التنمية المستدامة.

وأنشأت مولر برهانز أول خريطة رقمية توضح البنية التحتية العالمية للكنيسة الكاثوليكية وتخطط لمساعدة المنظمات الدينية الكبيرة الأخرى في الحفاظ على الأراضي التي شابت التنمية وإصلاحها. وتعتبر مثل هذه المشاريع حاسمة لأن البشرية غيرت 75 في المائة من سطح الأرض، ودمرت العديد من المساحات البرية ودفعت مليون نوع نحو الانقراض.

وقالت برهانز: ’’إذا كانت الصورة تساوي ألف كلمة، فإن الخريطة تساوي مليون‘‘. ’’تتمثل رؤيتنا في إنشاء أكبر شبكة للإصلاح في العالم (وتشجيع) الإشراف البيئي.‘‘

شياويوان رين ترسم رسم بياني لنوعية المياه في الصين

لا يحصل أكثر من 300 مليون شخص من سكان المناطق الريفية في الصين على مياه الشرب النظيفة.

كانت شياويوان رين حريصة على المساعدة في معالجة هذه المشكلة. وقامت بتأسيس MyH2O، وهو تطبيق يتتبع نوعية المياه في المجتمعات الريفية. ويساعد تطبيق MyH2O السكان في العثور على المياه النظيفة وتربط المجتمعات المحلية بالشركات الخاصة والمنظمات غير الربحية التي توفر حلولاً للمياه.

وهي تعتمد على شبكة وطنية من المتطوعين الشباب المدربين على اختبار نوعية المياه وتسجيل نتائجهم في منصة تفاعلية.

وقالت شياويوان: ’’ما يحفزني هو تحفيز الآخرين على اتخاذ الإجراءات‘‘. ’’نحن نعمل مع طلاب يدرسون العلوم والتكنولوجيا والهندسة والطب. وسيواصلون تطوير وظائفهم في هذه المجالات وإيجاد حلول لبعض المشاكل البيئية التي صادفوها أثناء العمل معنا‘‘.

مؤسسة SeaWomen  في ميلانيزيا تعمل على إنقاذ الشعاب المرجانية

أفاد تقرير صادر في عام 2020 وبدعم من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، أن الشعاب المرجانية في جميع أنحاء العالم محاصرة من جراء تغير المناخ والصيد الجائر والتلوث. ومنذ عام 2009 وحده، اختفى ما يقرب من 14 في المائة من الشعاب المرجانية في العالم.

وتأمل فتيات مؤسسة SeaWomen في ميلانيزيا في وقف هذا التدهور. ويقوم أعضاء المجموعة الذين يزيد عددهم عن 30 عضواً برسم بيان لتوضيح صحة الشعاب المرجانية الهشة التي تحيط بميلانيزيا، وهي مجموعة من الدول الجزرية في جنوب المحيط الهادئ، ويعملون مع المجتمعات المحلية لحماية هذه المدن المغمورة بالمياه وإصلاحها.

وتخضع مؤسسة SeaWomen لتدريب صارم في علوم البحار، تكمله دروس عملية في تقنيات إجراء مسح للشعاب المرجانية، بما في ذلك استخدام تقنية جي بي إس GPS.

وقالت إيفانجليستا أبليس، المدير المشارك لبرنامج SeaWomen في بابوا غينيا الجديدة: ’’عندما تدرب امرأة، فإنك تدرب مجتمعًا بأكمله‘‘. ’’نحن نحاول تثقيف النساء، وإشراك النساء، حتى يتمكنّ بعد ذلك من العودة وإحداث تأثير في عائلاتهم ومجتمعهم أيضاً.‘‘

مؤسسة Nzambi Matee  تمنح المنتجات البلاستيكية فرصة أخرى لاستخدامها

في عام 2017، تركت نزامبي ماتي وظيفتها كمحللة بيانات وأنشأت معملًا صغيرًا في الفناء الخلفي لوالدتها. وهناك، بدأت في تطوير أحجار الرصف المصنوعة من مزيج من البلاستيك المعاد تدويره والرمل. وسيستغرق الأمر سنوات لإعادة شكلها، لكن في النهاية، طورت ماتي طوبًا قويًا من البلاستيك كان أرخص وأقوى من نظائرها الأسمنتية.

واليوم ، تقود نزامبي ماتي شركة Gjenge Makers، وهي شركة كينية صاعدة تزود المدارس بأحجار الرصف البلاستيكية بالمدارس في جميع أنحاء البلاد.

ويساعد عمل ماتي في مواجهة ما أطلق عليه الخبراء وباء التلوث البلاستيكي. وأصبح حوالي 7 مليارات من 9.2 مليار طن من البلاستيك المنتج من 1950-2017 نفايات بلاستيكية، انتهى بها المطاف في مكبات النفايات أو تم إلقائها.

وقالت ماتي: ’’التأثير السلبي الذي نحدثه على البيئة هائل‘‘. ’’إن الأمر منوط بنا لجعل هذا الواقع أفضل.‘‘

ماريا كوليسنيكوفا تراقب نوعية الهواء في قيرغيزستان

يعد تلوث الهواء أحد أكبر تهديدات الصحة البيئية في عصرنا، حيث يتسبب في وفاة ما يقدر بنحو 7 ملايين شخص سنوياً.

وقد أصبحت ماريا كوليسنيكوفا، أثناء التطوع مع مؤسسة MoveGreen، وهي منظمة بيئية يقودها الشباب في قرغيزستان، قلقة بشأن نوعية الهواء الرديئة في بيشكيك، موطن ما يقرب من مليون شخص ومن بين أكثر مدن العالم تلوثًا.

ألهم هذا الأمر كوليسنيكوفا وزملاؤها لنشر مستشعرات خاصة تقيس تركيز الملوثات المحمولة جواً، بما في ذلك الجسيمات الدقيقة من النوع PM2.5 والنوع الآخر PM10. اليوم ، لدى مؤسسة MoveGreen أكثر من 100 جهاز استشعار منتشرة في أكبر مدينتين في البلاد – بيشكيك وأوش- والتي تنقل البيانات إلى تطبيق للهواتف الذكية.

وقالت كوليسنيكوفا ، التي تتولى منصب مديرة مؤسسة Move Green الآن: ’’أردنا أن نفهم المزيد عما كان يحمله الهواء الذي نتنفسه، والبيانات التي تجمعها المدينة من أجل محاولة تحسين الأمور‘‘. لكننا لم نعثر على أي بيانات فعلية ذات صلة. لذلك، قررنا إنتاج البيانات بأنفسنا‘‘.

يُعد اليوم الدولي للمرأة، الذي يُحتفل به في 8 آذار/مارس، فرصة لتكريم النساء والفتيات اللواتي يناصرن التقدم المحرز في مجال التكنولوجيا التحويلية والتعليم الرقمي. وسيستكشف الاحتفال تأثير الفجوة الرقمية بين الجنسين على توسيع أوجه عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية، وسيُسلط الضوء على أهمية حماية حقوق النساء والفتيات في المساحات الرقمية والتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت والميسر عبر تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.