برنامج الأمم المتحدة للبيئة
04 May 2018 Story الكوارث والنزاعات

تغيير المناظر الطبيعية في أفغانستان – زراعة شجرة واحدة في كل مرة

لسنوات عديدة، كانت الوديان والمنحدرات الجبلية لقرية شابولاك قابريزاغاك في مقاطعة باميان بأفغانستان قائمة، تحت رحمة قوى الطبيعة – بسبب الفيضانات والرياح القوية والعواصف الترابية.

واليوم، تزين الصفوف من أشجار الصفصاف والحور المناظر الطبيعية – وهي ثمار مبادرة زراعة الأشجار المستمرة التي تم إطلاقها قبل ثلاثة أعوام. لقد كان هذا مشهدًا رائعًا لأعضاء المجتمع المحلي.

وقد صُمم مشروع استعادة النظام الإيكولوجي كجزء من برنامج الأمم المتحدة للبيئة لبناء المرونة البيئية في أفغانستان (BERA) ، والذي يتضمن مكونات مثل المرونة والحد من مخاطر الكوارث والتكيف مع تغير المناخ بالإضافة إلى التدريب والدعوة والتوعية بالقضايا البيئية. وبدعم من مكتب الأمم المتحدة للبيئة في أفغانستان، قامت الوكالة الوطنية لحماية البيئة (NEPA)  في باميان بتوزيع أشجار على المجتمعات المحلية في قرية شابولاك قابريزاغاك منذ عام 2015.

Bamyan landscape
يقول حاجي قادر خوشكاي باين مسؤول البيئة المجتمعي " قبل مشروع غرس الأشجار، كانت المنحدرات فارغة وصحراوية" (زهرة خودادي / الأمم المتحدة للبيئة)

الفيضانات والتحات، وتم بناء خزان لإدارة إمدادات المياه في المنطقة بشكل أفضل. وعلاوة على ذلك، أنشئت حديقة مجتمعية لإشراك المرأة في إدارة الموارد الطبيعية. وكانت تُزرع الشرفات من الفصفصة واللوز عبر الجبال لإضفاء الاستقرار على المنحدرات.

ويقول علي رحيمي، مسؤول المرتفعات المركزية التابعة للأمم المتحدة في أفغانستان "كل عام، تقوم الوكالة الوطنية لحماية البيئة (NEPA) في باميان بتوزيع الأشجار على المجتمعات المحلية في بداية موسم زراعة الأشجار. وحتى الآن، تم زرع حوالي 70,000  شجرة في قرية شابولاك قابريزغاك والمناطق المجاورة".

وبعد بضع سنوات، تغيرت المناظر الطبيعية المحيطة بالقرية - لمصلحة المجتمع.

ويقول مسؤول البيئة في المجتمع، حاجي قادر خوشكاق باين "قبل مشروع غرس الأشجار، كانت المنحدرات فارغة وصحراوية. "غالباً ما تدمر الفيضانات المنازل والممتلكات خلال فصل الربيع بسبب الأمطار الغزيرة" " لكن اليوم، أصبحت القرية أكثر خضرنة، وجعلت الأشجار المكان أكثر جمالًا، وتضاءلت سرعة الفيضانات".

Bamyan women
تعمل الأمم المتحدة للبيئة على تعزيز مشاركة المرأة في إدارة الموارد الطبيعية في مقاطعة باميان بأفغانستان (زهرة خودادي / بيئة الأمم المتحدة).

تعد الأشجار بمثابة مصدر للغذاء والعلف الحيواني والأدوية. كما يوفر الخشب والفروع والشجيرات مصدرا رئيسيا للطاقة المستدامة ذات التكلفة المعقولة للطهي والتدفئة.

وتقول روبوبا غوهاري، أحد سكان شابولاك قابريازاك " لقد كان للمشروع تأثير إيجابي." وأضافت "تساعد الأشجار على احتجاز السحب الغبارية ولم يعد علينا الذهاب إلى السوق لشراء الفاكهة بفضل حديقة المجتمع".

غير أن التحدي الأكبر الذي واجهته حتى الآن هو تأمين ما يكفي من المياه.

ويقول حاجي قادر خوشكاق باين " تُعطى الأولوية إلى الماء. فبدون الماء، لا يمكن ري الأشجار - فتصبح جافة وبالتالي نفقدها، مشددًا على أن المشروع سيستفيد من بناء خزانات مياه إضافية.

ويقول محمد شريف بويا مسؤول حماية التراث الطبيعيفي الوكالة الوطنية لحماية البيئة "في البداية، واجه المشروع بعض التحديات "وأضاف "في الماضي، كان يتم إعطاء بعض الأشجار للزراعة ولكنهم لم يُفهم فوائد زراعة الأشجار". لكن تنظيم التدريبات الفنية وورش العمل ساعد أفراد المجتمع على تقدير أهمية استخدام الأشجار لتحقيق الاستقرار في منحدراتهم.

Bamyan garden
حديقة مجتمعية في مقاطعة باميان (زهرة خودادي / بيئة الأمم المتحدة)

"على نحو متزايد، يعرف الناس عن قيمة البيئة وتقنيات السيطرة على الكوارث الطبيعية مثل الفيضانات والانهيارات الثلجية. إن تركيزنا على المضي قدمًا هو التأكد من أنه حتى عندما ينتهي المشروع، ستحصل المجتمعات المحلية على معرفة عملية بالتخفيف من الكوارث ".

ويضيف: "إننا نتلقى الآن الكثير من طلبات الحصول على الأشجار، لأن المجتمعات تتعرف أكثر على فوائد زراعة الأشجار في الحياة البرية وإدارة المراعي".

وللاحتفال بعطلة النوروز الأفغانية في 21 آذار/ مارس - وهي مناسبة تميزت تقليدياً بزراعة الأشجار في جميع أنحاء البلاد للترحيب بالعام الجديد - قامت جمعية نيبا باميان بتوزيع 400 شجرة فاكهة ونحو 15000 شجرة غير ثمرية في شابكولاك قابريزاغاك ومقاطعة باميان الأوسع.

ويقول حاجي قادر خوشكاق باين "أشعر أن ما نقوم به هو عمل أساسي". فبالنسبة لي، فإن هذا المشروع يدور حول الحفاظ على جمال المكان وحماية البيئة للأجيال القادمة. فنحن نغير المشهد والمساهمة في عالم أكثر استدامة، شجرة واحدة في كل مرة".

تعرف على المزيد حول عمل الأمم المتحدة للبيئة بشأن الأسباب والعواقب البيئية للكوارث والنزاعات. مزيد من المعلومات حول عملنا في أفغانستان متاحة هنا.